العمل الخيري بإختصار هو رحلة العطاء الإنساني

[احمد الشريف]

تهاني المري ” لمبادر ” # العمل الخيري بإختصار هو رحلة العطاء الإنساني

تهاني المري ” لمبادر ”# العمل الخيري بإختصار هو رحلة العطاء الإنساني# العمل التطوعي هو حجر الإساس لبناء شخصية قيادية ومحفز لزيادة الثقة بالنفس

دور المرأة في العمل التطوعي دور كبير، وهو أن تبذل شيئا من جهودها ووقتها بإرادتها في منفعة الآخرين، وتقديم الخدمة لهم، ومن أهم الأعمال التي تستطيع المرأة في وقتنا الحاضر القيام بها المشاركة في الجمعيات الخيرية التطوعية، والمشاركة في محيطها المحلي والدراسي , تهاني المري فتاه قطرية ، خريجة إعلام / شؤون دولية من جامعة قطر ٢٠١٥ ، عشقت التطوع وصار لها اكسير حياة ووظفت مهاراتها وقدراتها في سبيل تحقيق الانجاز لها ولمجتمعها . حصلت على جائزة المتطوع النجم في الفريق الإعلامي ،من معرض قطر المهني ٢٠١٣ . ” مجلة مبادر ” اجرت حوار معا وكان هذا الحوار : # بداية نلتقي الضوء على مسيرتك التطوعية كيف كانت بدايتك مع العمل التطوعي والخيري؟عام ٢٠١١ شهد بداية إنطلاقي في مجال التطوع سواء داخل أو خارج الحرم الجامعي.وزاد شغفي وحبي للعطاء بعد إفتتاح مركز التطوع والخدمة المجتمعية التابع لإدارة الأنشطة الطلابية في جامعة قطر ،فكان بمثابة حلقة الوصل بين المجتمع والطلبة وهنا سهلت علي شخصياً مهمة التطوع خارج الحرم الجامعي وذلك من خلال توفير وإتاحة مركز التطوع العديد من الفرص التطوعية القيمة وإتاحة العديد من الفرص التطوعية في المؤتمرات والملتقيات والفعاليات على مستوى الدولة وبمشاركات دولية وذلك من خلال التنسيق والتعاون مع عدد من الجهات المحلية، خلاصة القول :مركز التطوع كان ومازال بيتي الثاني وكل من يعرفني شخصياً يعلم بمكانة هذا المركز وبحجم حبي وتعلقي بهذا المكان الذي جمعني بطاقات شبابية واعدة.مؤمنة أن العطاء .. يزيد من جمال يومنا.أعمالي التطوعية ثارت فضول البعض، مازال سؤال عدد الساعات والفعاليات التطوعية التي شاركت بها إلى الآن ،يتردد على مسامعي كثيراوهذا السؤال بالذات من أصعب الأسئلة السهلة بالنسبة لي لأنني للأمانة أجهل عدد الساعات الفعلية ،لكن بالنسبة لمجموع عدد هذه الأعمال التطوعية سواء داخل وخارج الحرم الجامعي مايقارب ٤٠ عمل تطوعي في عدة مجالات: رياضية، ثقافية وفنية ،لكن أقرب الأعمال لي كانت في المجال الإنساني الخيري …مسيرتي في العمال التطوعي مازالت مستمرة منذ خمسة أعوام، لمن وبكل صراحة أنا ضد مبدأ “التطوع من أجل كسب عدد ساعات معينة أو أتطوع لكسب شهادات” جميعنا نتفق على مدى أهمية هذا المبدأ في السيرة الذاتية للشخص وفائدتها على المدى البعيد،. لكن أنا ضد جعل هذه الفائدة هي الهاجس والدافع الأساسي وراء إنضمامي في كل الأعمال التطوعية، لأنني كنت ومازلت اسآل نفسي واذكرها “ما فائدة تراكم تلك الشهادات ومافائدة رقم ثنائي كان أو ثلاثي لمجموع عدد ساعات إن لم تكن تعد إضافة فعلية في حياة تهاني.!؟” ومن هذا السؤال توصلت إلى أهمية الدقة والتمهل قبل إختيار العمل التطوعي التالي ،لأن هناك أعمال لاتعود على صاحبها بالفائدة ولاحتى ١٪ بل وصلت فيني عملية الإختيار إلى الإنسحاب من بعض الأعمال التطوعية قبل إنتهاءها ،لأنه إتضح لي أن إستعانتهم بالمتطوعين لم تكن إلا مجرد (مظهر إعلامي) فأبتعدت عن أماكن تكدس المتطوعين من دون عمل وإبتعدت كذلك عن التطوع في مجالات بعيدة كل البعد عن إهتماماتي الشخصية، وأصبحت بعدها مؤمنة أن عمل تطوعي واحد قبل يوازي ٣ أعمال تطوعية من ناحية الإستفادة الفعلية والراحة النفسية العائدة من بعد إتمام العمل خاصة الخيرية والإنسانية منها فهي الأقرب للقلب وتحظى بإهتمامي الأول .

# ما ذا يعني لك العمل التطوعي والخيري ؟ وما هو تقييمك لبنات جنسك في المشاركة في الاعمال التطوعية ؟

• العمل التطوعي هو حجر الإساس لبناء شخصية قيادية ومحفز لزيادة الثقة بالنفس والإندفاعية نحو الممارسات الإنسانية وعمل الخير. وإكتساب شعور الإنتماء للمجتمع خاصة والوطن عامة.

• التضحية بالوقت و الجهد من دون إنتظار عائد مادي كان أو اي مصلحة ذاتية.

• إكتساب خبرات جديدة في الحياة عن طريق التعرف على أشخاص من مختلف الفئات العمرية تجمعهم غاية واحدة وخلفيات حياتية مختلفة.

• إستثمار الوقت في المفيد ،للتقليل من الضغوطات الحياتية ، بمايعود بالخير والفائدة لذاتي ،أبناء مجتمعي ووطني .

والعمل الخيري بإختصار هو رحلة العطاء الإنسانيوالأهم أن المسلمون هم أولى الناس بالعمل التطوعي:لأنّ ديننا حثنا عليه ورغبنا فيه وجاء ذكره في القرآن الكريم كتأكيد على أهميته ؛قال تعالى :(( ومن تطوع خيراً فهو خير له والله شاكر عليم)) (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)# كيف استطعت التوفيق بين تخصصك في مجال الاعلام ونشاطك في العمل التطوعي ؟ وهل ساعد هذا في سقل وتنمية مواهبك ؟وفقت كثيرا بحمد الله بين دراستي للإعلام والعمل التطوعي ،اذ كانت تدفعني عدة دوافع ورغبات منها:أولاً: رغبتي الدائمة في ترك اثر يدوم حتى ما بعد التخرج، وقد يتسأل البعض كيف له أن يدوم.؟ شخصياً أرى أنه عن طريق تحفيز وتشجيع الغير للإنخراط في مجال العطاء تحت مضلة الأعمال التطوعية. وقد يكون هذا التحفيز غير مباشر ،لأن مجرد مشاركة الغير إنطباعك عن عمل تطوعي شاركت فيه عن طريق توثيق هذا العمل بالصور أو حتى الكتابة ومشاركتها خاصة عبر شبكات التواصل الإجتماعي ،قد يكون بمثابة فتح الباب للغير لتجربة هذا المجال … فقد لاحظت أنه في مجال الأنشطة خاصة كل شخص مشارك (متطوع) هو مؤثر بحد ذاته سواء بشكل سلبي أو إيجابي على شريحة الشباب.ثانياً: دافع تمثيل الجامعة في مختلف المحافل ،وتحسين الصور النمطية عنها في المجتمع المحلي ،والمساهمة في رفع سمعتها محلياً ودولياً قدر المستطاع من باب رد الجميل لقطر ،ولله الحمد تم إختياري لأكون سفيرة الطلبة فرع جامعة قطر لمنظمة علم لأجل قطر ،كما تم إختياري لإلقاء كلمة الطلبة في مسيرة قطر التضامنية (حادثة تشابيل هيل) التي أقيمت في مؤسسة قطر . التطوع له كل الفضل في بناء شخصيتي بعد التوفيق من رب العالمين، ف لله الحمد تهاني عام ٢٠١١ ليست بتهاني هذا العام .فبعد أن شخصية إنطوائية غير إجتماعية وكنت أعاني من الرهبة قبل وخلال وبعد كل عرض تقديمي داخل القاعات الدراسية وأمام عدد بسيط من زميلاتي ،أصبحت إلقي الكلمات الترحيبية الخاصة بالطلبة الجدد وأمام مئات الوجوه الغريبة من خلال التطوع في اللقاء التعريفي الفصلي، وكان للتطوع الفضل الكبير في تعرفي على مجموعة من الأخوة من أعدهم بنظري خيرة طلبة جامعة قطر والوجه المشرف لواجهة الجامعة والمكسب الحقيقي الناتج عن الإنخراط في الأعمال التطوعية، والميزة هنا أن التطوع يجمعنا بأشخاص من مختلف التخصصات والخلفيات الأكاديمية فبالتالي يصبح الشخص مطلع على كم هائل من المعرفة وأرض خصبة من المعلومات الحياتية بعيداً عن الصفوف الدراسية، بمجرد قضاء بعض الوقت مع من تجمعنا بهم ذات الإهتمامات والهوايات تحل مضلة العمل التطوعي الحاضن دائماً للجميع دون إستثناء ،شخصياً كانت لدى إنطباعات مسبقه عن كل تخصص ومرتادي هذا التخصص من الطلبة، على سبيل المثال: كنت أتصور أن طلبة الشريعة متشددين في التعامل ولايوجد مرح في حياتهم الإجتماعية، وطلبة الهندسة هم أناس مرتدي النظارات ومحبي العزلة بعيداً عن كل ملهيات الحياة . لكن التطوع غير لدي العديد من الإنطباعات للافضل طبعاً فأصبحت أحكم على معدن الشخص بعد أن يجمعني به عمل تطوعي واحد على الأقل …

# ما هو رايك بدعم الجهات الحكومية والخاصة للفرق التطوعية في دولة قطر ؟زاد إهتمام دولة قطر بالعمل التطوعي في الفترة الماضية والحالية بشكل ملحوظ، كما تم إصدار قرار يفيد بإنهاء عدد معين من الساعات التطوعية قبل التخرج لطلبة الثانوية العامة، وهذا تشجيع مشرف على مزاولة العمل التطوعي داخل وخارج المدرسة وعلى المستوى المجتمعي.كما أن العديد من الجهات الحكومية والخاصة أصبحت تتنافس على إستقطاب أكبر عدد من المتطوعي في عدد من الأحداث الهامة على مستوى الدولة ودوليا.وهذه من الأمثلة على المراكز التطوعية البارزة في دولة قطر:

• مركز قطر التطوعي التابع لوزارة الشباب والرياضة.احتضن العديد من المبادرات الشبابية البارزة في المجتمع.

مركز التطوع والخدمة المجتمعية التابع لإدارة الأنشطة الطلابية في جامعة قطر.ألهم الكثير من الطلبة لمواصلة التفكير الإبداعي وكان له الفضل في تحويل الكثير من الأحلام المكتوبة على ورق إلى واقع ملموس وإنجاز مشرف.# حصولك على جائزة المتطوع النجم 2013 ماذا يعني ذلك بالنسبة لك , وكيف تجدين نفسك بعد هذا التكريم ؟حصلت على هذه الجائزة عند تطوعي في الفريق الإعلامي عام 2013، رغم أنني تطوعت في المعرض عدة مرات في فرق مختلفة ولكن حصلت على الجائزة عندما احسنت إختيار الفريق والمجال المناسب لقدراتي، وهنا تعلمت ضرورة التطوع في المجال الذي نحبه ونبدع فيه وليس التطوع لأجل التطوع فقط، كنت ومازالت أردد جملة “لا تكن متطوع زيادة عدد” بل كن متطوع قائد اذا تغيبت يوم عن العمل التطوعي تكون بصمتك مفقودة فعلا.!في هذا المعرض كانت قائدة الفريق الإعلامي تصغرنا في السن، لكن تفوقت بقيادتها على باقي الفرق، وتعلمت منها أن لا أحكم مسبقا على اي متطوع بناء على عمره ، جنسيته خلفيته الثقافية … ألخ. وأن القائد يستطيع أن يفرض وجوده أينما كان وتواجد.بعد هذا التكريم كان خير محفز للعطاء والإستمرارية ،اذ حصلت على جائزة القيادة الطلابية عام 2014. رحلة العطاء لا تتوقف عند حد معين أو عمر معين ولا تحكمه ظروف، متى ما وجدت الإرادة والإصرار تترجمت الأقوال لأفعال واستمرت مسيرة العطاء. “الإرادة القوية .

# يعتبر نشر أخبار العمل التطوعي وإنجازاته، ومتابعة ما ينشر في الصحف ووسائل الإعلام، من وسائل الترويج للعمل التطوعي، كيف تقيمين تناول الإعلام العربي للعمل التطوعي؟من رأيي وسائل التواصل الإجتماعي (تويتر، إنستجرام وسناب جات) تصدرت باقي وسائل الإعلام من ناحية نقل وتغطية أخبار العمل التطوعي ،وهذا مؤشر جيد إلى حد ما ،لكن من رأيي هذه القنوات تستقطب فئة الشباب في الغالب، والعمل التطوعي ليس حصرا على فئة عمرية معينة، مازال يتقصنا حرص وإهتمام كافة وسائل الإعلام على نقل وتغطية أخبار وتجارب العمل التطوعي لإستقطاب كافة الفئات العمرية خاصة كبار السن لأن العطاء هو تجديد في الروتين أيامنا ويحسن من نفسية الإنسان للأفضل ويعطي الشخص إحساس أنه مازال شخص مهم في هذه الدنيا وهذا مايحتاج كبار السن لإحساسه أكثر من حاجتنا نحن.وفخورة جدا بمجلة مبادر العمانية، كونها أول مجلة عربية تطوعية متخصصة في المبادرات الشبابية والعمل التطوعي والخيري، ورسالتها السامية “حيث يكون الشباب ،نكون نحن”. وحصولها على عدة جوائز تثبت جدارتها ،وهذه من الإنجازات الإعلامية المشرفة. “مبادر” فخر للشباب العربي عامة والخليج خاصة.# ما هي طموحاتك وخططك المستقبلية سواء في الاعلام او العمل التطوعي ؟الطموح لا سقف له ويبعث في نفوسنا الأمل متى ماتسرب اليأس لنفوسنا، أما الخطط المستقبلية هي العصا التي تعيننا على مواصلة السير في الطريق الصحيح متى ما واجهتنا عقبات الحياة وضغوطاتها .لذا من خططي وأهدافي المستقبلية إن شاء الله:

• مواصلة دعم أخوتنا في قطاع غزة ،لإحياء الحمية العربية تجاه قضيتنا، قضية العرب الأولى “فلسطين”.
  
• المشاركة والتطوع في مخيمات اللاجئين السوريين، دعمهم ومساندتهم واجب علينا، وأتمنى فعلا أحقق هذا الهدف كونه يعني لي الكثير حقا.
  
• إستخدام وسائل الإعلام والإستفادة من تخصصي في تحسين الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين خاصة بعد العلميات الإرهابية والهجمات تحت مسمى الإسلام.

دعم مسيرة بلادي قطر ،خاصة في المجال الرياضي إعلاميا .للقضاء على اي شك في قدرتنا على إستضافة كأس العالم 2022رسالة توجهيها للشباب العربي المتطوع ؟لا تترك فرصة قد تكون سبباً في الصعود والإرتقاء بمجتمعك، تطوع .. بادر .. لتنجز. وتذكر دائما أن (كل معروف صدقة).“وكل شخصية فيكم هي ثروة بحد ذاتها ،بعقلها ،فكرها، طاقتها، مواهبها الخاصة وكل هالثروة رصيد استغلوه عدل وإستفيدوا وفيدوا الغير منه في حياتكم وارتقوا بأسم بلدانكم فوق لين هامات السحاب. رد الجميل ولو بالقليل … والمهم اخلصوا النية في كل عمل تسوونه ودايم تذكروا (أن الأنسان إذا عمل اي عمل خيري ينتظر الأجر من الله فقط) … وأخيراً هذي نصيحة من القلب ومن واقع تجربة : الى الان يوجد لديكم الفرصة والوقت وفرصكم أكثر ومضمونة خاصة مع التغييرات الإيجابية في مجال العمل التطوعي ودعم الكثير من الجهات له، لا يوجد لديكم عذر اتركوا لكم بصمة واضحة في كل زاوية تمرون عليها وفي كل عمل تنضمون له ،واتركوا لكم صدى صوت ينسمع حتى بعد غيابكم ،لأن ترك الأثر الطيب أصعب من كل اختبارات الحياة”
http://www.mobadeer.com/?p=4450