الأخلاق ورقي الإنسان والعمل

[سليل]

الأخلاق ورقي الإنسان والعمل


http://now.ahsaweb.net/?p=224925

بقلم / ريهام صبيحه
باحثة إجتماعية




من يقرأ عنوان مقالي يجول في فكره أن حديثي في هذا الموضوع عن الأخلاق المهنية وتطور العمل وهذا ما كثر في الآونة الأخيرة الحديث عنه وبالتالي تم استبعاد ذلك فحديثي هنا عن الأخلاق الإسلامية ومدى رقي الفرد في مجتمعه وتحديداً مجال العمل الذي يعمل به .إذن : الأخلاق أمران :الخُلق بضم الخاء وهو الدين والطبع والسجية وهي الصور الباطنية بينما الخَلق بفتح الخاء عبارة عن الصورة الظاهرية فعندما نقول فلان حسن الخُلق والخَلق فإننا نقصد به هنا حسن الظاهر والباطن .فكل تصرف يقوم به الفرد مع الآخرين فهو يظهر تصرفاته الباطنية من خلال أفعاله مع الآخرين ومدى الصحة النفسية في ذاتهفإن كانت أفعاله محمدية ًوذات أسس إسلامية صحيحة من ناحية الاحترام للآخرين وتقديرهم والرقي بأسلوبه في التعامل فيقال له فلان ذو خلق حسن والعكس أذا كانت تصرفاته سيئة التعامل مع الآخرين ويفتقر إلى الأسلوب فيقال : فلان ذو خلق سيئ فقد وجدت الأخلاق الحسنة منذ الأزل وتميزت بها العرب قبل الإسلام وأكد الإسلام عليها وذكر آثارها منها :أولا : تكامل الإيمان وليس كامنا في علاقة العبد مع ربه وإنما انعكاس هذه العلاقة مع الآخرين .. ثانياً : كلما زاد رقي الإنسان في تعامله مع الآخرين كلما ازدادت حسناته وغفرت سيئاته لقوله صلى الله عليه واله وسلم (إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم )وحينما خلق الله الإنسان ليس فقط لعبادته وليس لعبوديته للآخرين بالسلطة وسلاطة اللسان التي يعتقدها الإنسان بل قوة في الشخصية فقوة شخصيته تكمن في الهدوء والمرونة في تطبيق أوامر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خصوصاً في حالة الغضب ” إذا غضب أحدكم فليسكت ” رواه الإمام أحمد المسند 1/329فكلما أرتقى الإنسان في تعامله مع الآخرين تأكد لديهم أن تقديره لذاته عالياً فالأخلاق تعكس النفس الإنسانية لديه فالمغرور متكبر وسليط اللسان دلالة على الجبروت وادعاء القوة .. لذا قبل أن يصلح الإنسان المكان الذي يعمل به عليه أولاً ً ان يصلح ما في نفسه كغروره وتكبره وسلاطة لسانه وغيرها من السلبيات المتغلغلة في نفسه كي يستطيع أن يصلح ما لديه من خلل في مجال عمله وفي بعض أفراد مجتمعه وإلا فأنه مما قيل عنهم ( يقولون ما لا يفعلون ) .فالأخلاق ترتبط بالذات ومن ثم تعكس تعاملاته مع الأفراد الذين هم حوله فتعامل الفرد مع الآخرين هي حصيلة ما يرغب منهم أن يتعاملوا معه ( عاملهم كما تحب ان يعاملوك به ) وكلما حقق الإنسان الرقي في ذاته حققها في تعامله مع الآخرين فتقبل الشخصية الإنسانية هي التعامل بالأخلاق الحسنة لأن نهاية الإنسان هي جثة ٌ في الأرض لا تتحدث عنه الا أخلاقياته وقيمه الخالدة عبر الأزمنة .