الارهاب الجديد قادم .. معركة ايبولا ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المساعدة ع

[احمد الشريف]

الارهاب الجديد قادم ..
معركة ايبولا ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المساعدة على القضاء عليه

ايبولا "حمى ايبولا النزفية" هذا الخطر القادم الجديد استيقظ بعد فترة كمون طويلة منذ عام 1976، وبدأ ينتشر في بعض البلدان الافريقية وعلى وجه التحديد في بلدان غرب القارة الافريقية "غينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون" مع ظهور حالة لأول شخص سافر إلى غرب أفريقيا وظهرت عليه أعراض مطابقة لأعراض الإيبولا في 24 أيلول/ سبتمبر 2014، لتتجاوز عدد الوفيات حتى الآن إلى أكثر أربعة آلاف وخمسمائة شخص، والرقم مرشّح للزيادة بسرعة كبيرة ولن يتوقف هنا، وسوف يصبح خارج السيطرة، وسيمتد إلى أكثر من بلد يتجاوز الحدود والجغرافيا إن لم تُتخذ الاجراءات السريعة لدرء مثل هذا الخطر.الدول المتأثرة بالفيروس حتى الآن هي من الدول الأكثر فقراً في العالم، والتي تفتقر إلى أبسط المستلزمات الطبية في القرى والمناطق النائية مما يجعل السيطرة على انتشار الفيروس أمراً صعباً للغاية.
وهنا يحضرني السؤال عن نشأة هذا المرض وأين؟ البلدان النامية والفقيرة، البلدان التي تمتلك ثروات هائلة ولكن ليست ملكاً لها، ومع ذلك كان من المفروض على الجهات الوصائية على هذه البلدان الفقيرة أن تقوم بأبسط الاجراءات ومنذ زمن على درء هذا الخطر وأخطار أخرى من خلال بناء قاعدة بيانات معرفية تُعنى بالواقع الصحي والبيئي، بناء تنمية حقيقية مستدامة، هذا سهل من خلال توفر أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ان كان عبر الهواتف النقالة، أو مراكز التليسنتر أو غيرها من مراكز التنمية المجتمعية المعرفية في تلك البلدان.
ولست الآن بوارد التقييم والتحليل السياسي لحقوق تلك البلدان، ولكننا بالفعل بحاجة ماسة إلى العمل السريع والمباشر، لا يكفي أن نشعر بالذعر ونقف مكتوفي الأيدي وخاصةً اننا على تماس مباشر مع البلدان الافريقية في الكثير من المشاريع والاستثمارات والقضايا الاقليمية.إننا ندعو المجتمع الدولي العمل لنشر وتبني منصات عمل وحملات الحشد الجماعي من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتبادل الأفكار الرائدة والتي نرصد من خلالها الابتكارات العملية الفعالة من حيث السرعة أولاً ومن حيث التكلفة ثانياً وذلك في غضون أشهر قليلة، بغض النظر عن الخلفية والخبرة أو المعرفة بفيروس إيبولا.الأفكار الخلاّقة والمبدعة حالياً هي ضرورية لمعالجة هذه الأزمة لتحسين تقديم الرعاية، والوعي الصحي والعمل بجهود حثيثة لوقف انتشار هذا المرض.ايبولا مرض أكثر فتكاً من الأمراض الأخرى يجب أن نعي هذه المسألة، عندما يصاب الإنسان بهذا الفيروس فإن الاصابة غالباً ما تؤدى الى الوفاة إذ تصل معدل الوفيات إلى 90% ومن المؤسف أيضاً أن العاملين في القطاع الصحي الذين يعملون في معالجة هذا المرض قد وقع البعض منهم ضحايا لهذا الفيروس والكثير منهم فقدوا حياتهم.

وبالتالي إننا أمام مشكلة حقيقية حتماً!ما هو المطلوب منا كعاملين في حقل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وخاصة في المنطقة العربية من أجل محاربة هذا الفيروس القاتل؟تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعبت ويمكنها أن تعلب دوراً أساسياً في مكافحة انتشار الأمراض بشكل عام في جميع أنحاء العالم، ولها نفس الدور حالياً في مكافة تفشي الايبولا ، وأستعرض من خلال مقالتي هذه بعضاً من هذه الأفكار:- يتعين على صنّاع القرار من حكومات ومنظمات ومؤسسات مجتمع مدني أن تُطلق جرس الانذار لأجل ذلك، من خلال إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوفير موارد الرعاية الصحية في المجتمعات العربية وخاصة النائية منها والفقيرة وتفادي ودرء الاصابة مستقبلاً من هذا الفيروس المدمر.- إن لمواقع الانترنت وبالتعاون مع وزارات الصحة دوراً حاسماً من خلال توفير المعلومات الوقائية وتعزيز الوعي وتعبئة الموارد لمكافحة الفيروس بحيث تصل إلى كل المواطنين في تلك المناطق، ولا نغفل دور مراكز التليسنتر في هذا السياق إذ تتوفر الكثير منها في بعض البلدان العربية ويمكنها أن تعلب حالياً دوراً ريادياً في هذه الموضوع وتتحول من تليسنتر إلى "تليميديسن".- إن لشركات الهواتف النقالة دوراً هاماً أيضاً في الحصول وفي تحديد البيانات وخريطة ومكان انتشار الفايروس، على أن يتم بشكل دوري تحديث البيانات ومتابعة رصد التقدم والانتشار للفيروس عبر خريطة تفاعلية ورسائل نصية ومكالمات هاتفية مع الناس من أجل درء الاصابة أولاً وتقديم التوعية والتحذير وتوفير طرق الوقاية لمنع زيادة انتشار هذا الفيروس.- البدء بحملات التوعية الصحية والحشد الجماعي من خلال مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة تفعيل وتبني دعم المبادرات والأفكار الخلاقة في هذا السياق.- العمل على تفعيل دور البرمجيات العربية وتطوير الحلول البرمجية المبتكرة للقضاء على هذه الأمراض الوبائية، ولدينا الكثير من المبرمجين العرب، ولكن علينا أولاً أن نثق بهم وبإمكاناتهم ونقدم الدعم الملائم لهم، فبإمكانهم أن يفعلوا الكثير.أخيراً، آن الأوان لاستثمار قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحقيق الاستفادة الكافية بشكل فعّال في المستقبل لدرء الكثير من المرض الوبائية.
لقد حان الوقت للعمل بشكل جدي إلى تطوير أنظمة الصحة الإلكترونية وتعزيز الوقاياية والوعي الصحي.لقد حان الوقت لتفعيل دور مجتمعاتنا المحلية في المشاركة بشكل فعّال في الكثير من القضايا وعلى رأسها قضايا الصحة من أجل الحفاظ على حياة الناس.المهندس نبيل عيدالمنسق الاقليمي لمؤسسة التليسنترالشرق الأوسط وشمال إفريقيا16-10-2014neid@telecentre.org