جمعية تدرِّب المسنين على مقاومة الحزن الاكتئاب والتوتر وضعف المزاج

[احمد الشريف]

برامجها تقود كبار السن إلى التغلب على المشاعر السلبية وضعف المزاج في حال تأسيسها
جمعية تدرِّب المسنين على مقاومة الحزن
الاكتئاب والتوتر وضعف المزاج من أبرز الأزمات الصحية للمسنين.
حسين مطر من الرياض
بعد عقود من اختناق جدولهم اليومي بالأعمال المتراكمة.. فجأة باتت حياتهم يملؤها الفراغ، متقاعدون ارتاحوا في سنواتهم الأولى بعد التوقف عن العمل لكنهم ومع مرور السنين بدأ السأم يتسلل إلى أعماقهم ويثقلهم بالمشاعر السلبية.
يقول الدكتور محمد الجمعان الباحث في علم النفس الاجتماعي، إن الدراسات العلمية الحديثة أكدت أهمية تعليم كبار السن كيفية مواجهة التوتر والاكتئاب وضعف المزاج لتحسين حالتهم الصحية، وذلك في الجانبين البدني والنفسي والتغلب على الشعور بالوحدة.
وأشار إلى أن أبحاثا دقيقة أجريت على كبار في السن، خلصت إلى أن نحو ٥٠ في المائة من المسنين يواجهون أعراض الاكتئاب والتوتر وضعف المزاج بعد التقاعد عن العمل بسنوات.
وشدد الدكتور الجمعان على أن إصابة الفرد بتلك الأعراض مجتمعة يرفع مخاطر تعرضه للعجز والمرض الذي يتطلب الخضوع للعلاج، وقد يفضي ذلك إلى زيادة مخاطر حدوث الوفاة أو الإصابة بالخرف عند هؤلاء الأشخاص.
وأبان أن مجموعة من المختصين في علم الاجتماع والنفس وبعض المتطوعين، ينوون تبني تأسيس جمعية سعودية تدرب الأفراد من فئة كبار السن على مهارات معرفية وبرامج لمساعدتهم على محاربة المشاعر السلبية كالحزن والوحدة ومقاومة التوتر والشعور بالإجهاد.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها برامج مكثفة في هذا الشأن للمسنين، لافتا إلى أن نتائج التجارب التي تضمنها برامج التطوير السلوكي، كشفت أن تعلم كبار السن مهارات سلوكية ومعرفية، للتعامل مع المشاعر السلبية التي قد يواجهونها، أدى إلى حدوث تحسن كبير لديهم فيما يختص بمشاعر التوتر وضعف المزاج.
وأكد إمكانية التقليل من التوتر وضعف المزاج عند كبار السن في آن معا، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينعكس إيجابا على حالتهم الصحية بشكل عام.
وبين أن كبار السن يمكن أن يستفيدوا بوضوح من اكتساب المهارات في العلاج النفسي، وأنهم لا يحتاجون عند التعلم لتقبل القلق وضعف المزاج والوحدة كجزء طبيعي من الشيخوخة.
وتمنى أن تدعم الجمعية في حال تأسيسها من القطاع الخاص والحكومي بعد إحالة موظفيها إلى التقاعد، مشددا على أنها فكرة رائدة مطبقة في دول العالم المتقدم، وتقلل من أمراض المسنين وبالتالي تتقلص تكاليف الرعاية الصحية على الدولة.
ويصنف المختصون فئة المسنين من ناحية طبية وفق أعمارهم، إذ إن الإنسان يعتبر "مسنا" إذا بلغ ٦٥ عاما وحتى ٧٤ عاما، وأما إن تجاوز الـ 75 عاما فهو يعد "مسنا متقدما"، والفرق بينهما يكمن في حجم الاحتياج الصحي ونوعيته، لتفاوت ما يحصل بينهما من شدة واختلاف المشاكل الصحية.
وعاد الجمعان ليشير إلى أن المشكلة الكبرى التي ستواجه هذه الجمعية في حال تأسيسها كيفية القدرة على إقناع المسنين الالتحاق ببرامجها والذهاب إليها بشكل دوري، سواء للمعالجة النفسية أو الصحية أو للكشف المبكر والاطمئنان على مستوى الصحة، لافتا إلى أنه كلما ارتفع مستوى الصحة في مجتمع ما ارتفع متوسط عمر الإنسان في ذلك البلد.
وأوضح أن رعاية المسنين يجب أن تبدأ في كل المجتمعات قبل أن يصلوا لتلك الأعمار عبر تعزيز مفهوم ثقافة حفظ الصحة والوقاية في عمر متقدم، مبينا أن مفهوم حفظ الصحة يعتمد على الوقاية من مرض أو علاج لمرض أو تأهيل للمضاعفات التي حصلت بسبب مرض ما، مؤكدا أهمية تثقيف المسن على كيفية حفظ صحته والاهتمام بها، وهذ لا يتم إلا عن طريق تمكينه من التعرف على المشكلات الصحية عموماً والشائعة منها على وجه الخصوص.
ط§ظ„ط§ظ‚طھطµط§ط¯ظٹط© : ط¬ظ…ط¹ظٹط© طھط¯ط±ظ‘ظگط¨ ط§ظ„ظ…ط³ظ†ظٹظ† ط¹ظ„ظ‰ ظ…ظ‚ط§ظˆظ…ط© ط§ظ„ط*ط²ظ†

[محمد محزري]

عمل جيد يشكرون على المبادرة اليه